← Back

الجنف المجهول السبب عند المراهقين (AIS)

ما هو؟

الجنف المجهول السبب الذي يُعرَف أيضاً بـ  AIS هو حالة تصيب الأطفال في عمر يتراوح بين ١٠ أعوام وسن البلوغ، ويتميّز بوجود انحناء غير طبيعي في العمود الفقري نحو الجهة اليمنى أو اليسرى على شكل حرف S  أو C.

وعموماً يبقى المصابون به سليمين صحياً. حيث يتمتع معظمهم بالنشاط الكامل على الرغم من الانحناء في العمود الفقري لديهم. ويعتبر جنف AIS، إلى حد كبير، النوع الأكثر شيوعاً من أنواع الجنف بنسبةٍ تصل إلى 4 في المئة عند جميع الأطفال الذين يكتشف الجنف لديهم بين 9 و14 عاماً. وتفوق خطورة إصابة الفتيات أو الشابات به مقارنةً بالفتيان أو الشبان. حيث أن 60 إلى 80 بالمئة من الإصابات تحدث عند الإناث. وغالباً ما يُلاحظ جنف AIS  من قبل طبيب الأطفال أو أثناء فحص المدرسة في بداية سن البلوغ أو أثناء طفرة النمو. كما يعتبر جنف AIS النوع الأقل احتمالاً للتفاقم في الانحناء، ولذلك يبدأ علاجه عادةً عند اكتشافه فقط.

AIS بعض الحقائق الأساسية حول جنف

  • علمياً، يُعرَّف الجنف بأنَّه انحناء في العمود الفقري نحو الجهة اليمنى أو اليسرى يفوق 10 درجات
  • على الرغم من أن جنف AIS أكثر شيوعاً عند الفتيات المراهقات مقارنةً بالفتيان، فإنه في الواقع من الشائع وجود انحناءات ضئيلة بنسبٍ متساوية عند كل من الفتيان والفتيات. ولكن العديد من المراهقات يكون لديهن انحناءات أكثر شدة مما هي لدى المراهقين، مما يشير إلى أن الحالة قد تكون أكثر عرضة للتفاقم عند الفتيات.

  • يرتفع احتمال الإصابة بجنف AIS لدى الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي إيجابي (أي وجود قريب في عائلتهم أيضاً أصيب/ مصاب بالجنف).

  • عادةً لا يعاني المراهقون الذين لديهم انحناءات ضئيلة من الآلام بسبب جنف AIS. ولكن عندما تصبح الانحناءات أشد أو التفاقم أسرع، فإن ذلك قد يسبب بعض آلام الظهر للمرضى. وعند وجود آلام في الظهر يجرى في بعض الأحيان المزيد من الاختبارات لاستبعاد أية حالات أخرى في العمود الفقري أو غيرها من الأسباب المحتملة للألم. كما قد ننصح بالعلاج الفيزيائي لمعالجة آلام الظهر. وفي أغلب الأحيان، تعود آلام الظهر إلى أسباب حياتية أخرى مثل حمل حقائب الظهر الثقيلة، أو الانحناء في الجلوس أثناء الدراسة/ أمام أجهزة الكمبيوتر/ أثناء اللعب بأنظمة الألعاب الإلكترونية، أو أسباب مختلفة غيرها.

ما هي أسبابه؟

ما يزال السبب الدقيق للجنف AIS غير معروف وهذا سبب تسميته مجهول السبب. وكان هناك قدر كبير من البحث الطبي للتوصل إلى فهم الجنف مما أدى إلى قبول العديد من فرضيات كيفيَّة تطور جنف AIS.

ومن أحد الأسباب المحتملة لحدوث جنف AIS مجرد وراثته من جين (مورثة) وصلت عبر أحد الأقرباء. ولا يمكن التنبؤ أبداً بالدرجة التي ينتهي بها المطاف في تأثير االمورثات على الأشخاص. وقد اقترح البحث أن العديد من المواقع على أكثر من كروموزوم واحد قد تساهم في حدوث الجنف. وتقترح فرضية أخرى، تحظى بقبول أكبر، أن الجنف ليس حالة واحدة، لكنه في الواقع عددٌ من الحالات المختلفة التي تتشابه في صورتها السريرية. وقد يكون لكل حالة من هذه الحالات نتيجة مختلفة. وربما يفسر ذلك اتساع مجال شدة الانحناء ومعدلات تفاقمه بين المرضى المختلفين.

وما يزال الكثير من الحقائق عن جنف AIS بحاجة إلى الاكتشاف والفهم بشكل تام. ولذلك، فالبحوث مستمرة في عدد من المراكز الطبية الأكاديمية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، لمحاولة حل المزيد من هذه الألغاز الطبية وتحسين العلاج والوقاية من الجنف.

كيفية تشخيصه؟

عادة ما يشتبه بالجنف المجهول السبب للمرة الأولى أثناء الفحص البدني المعياري الذي يجريه طبيب الأطفال أو طبيب الرعاية الأولية، أو أثناء اختبار الفحص الطبي في المدرسة. يُطلب من الطفل أو المراهق في هذه الفحوصات الانحناء إلى الأمام من خصره بحيث يتوازى العمود الفقري مع الأرض، وأثناء ذلك يلاحظ الطبيب شكل العمود الفقري أثناء الانحناء. فإذا كان الجنف موجوداً فعند انحناء الطفل أو المراهق إلى الأمام، سيؤدي الدوران غير الطبيعي في العمود الفقري إلى تشكيل حدبة ضلع حيث تبرز الأضلاع قليلاً من أحد الجانبين. فإذا لوحظت حدبة ضلع أو علامة من علامات الجنف فينصح بسلسلة من صور الأشعة السينية في وضعية الوقوف للتأكد الجازم من تشخيص الجنف. وكما سبق القول، يتطلب ذلك وجود انحناء بزاوية لا تقل عن 10 درجات.

إذا تم تشخيص الجنف فستتم إحالتك إلى جراح عظام الأطفال لمعرفة مختلف خيارات العلاج المتوفرة.

ويجرى فحص عصبي للظهر والأطراف ضمن الفحص البدني بالإضافة إلى اختبارات تشخيصية إضافية أحياناً للتأكد من عدم وجود حالات أخرى في العمود الفقري، وللتأكد من عدم تأذي الحبل الشوكي بسبب الانحناء غير الطبيعي.

كيفية علاجه؟

تعتمد القرارات المتعلقة بالعلاج المناسب لجنف AIS غالباً على عاملين اثنين هما: شدة انحناء العمود الفقري، والنضج البدني للمريض. ولا يهم عمر المريض الحقيقي بقدر أهمية عمر الطفل العظمي لأن معدلات نمو الأطفال وتوقيت طفرات نموهم تختلف من طفل إلى آخر. ويمكن تحديد العمر العظمي ومقدار النمو الباقي من خلال تفحص عظم الحوض في صورة أشعة سينية وفق ( تصنيف ريسر Risser grade) وتفحص صورة أشعة سينية للكف وفق (نقاط ساندرز Sanders Score). وكذلك يلعب جنس المريض دوراً في العلاج أيضاً نظراً لميل أنماط النمو عند الفتيات إلى الاختلاف عنها عند الفتيان.

وتكون الانحناءات لدى غالبية الأطفال أو المراهقين الذين يتم تشخيصهم بجنف AIS  للمرة الأولى خفيفة (10-25 درجة)، وبالتالي يقتصر علاجهم في معظم الحالات على المراقبة. مما يعني أن جراح عظام الأطفال سيفحص الطفل بانتظام لمراقبة التقدم المحتمل للانحناء لديه باستخدام العديد من صور الأشعة السينية في وضعية الوقوف بشكل دوري. لا تتفاقم انحناءات العمود الفقري عند معظم الأطفال، وما من حاجة إلى مزيد من العلاج. لكن إذا تزايدت شدة الانحناء، فقد يحتاج المريض علاجاً داعماً (الأحزمة التقويمية).

ويوجد نوع من العلاج الفيزيائي الخاص بالجنف يسمى علاج شروث الفيزيائي أو تمارين المعالجة الفيزيائية الخاصة بالجنف واختصاراً (PSSE). ويمكن البدء بهذا العلاج قبل العلاج الداعم أو بالتزامن معه. اقرأ عن علاج شروث الفيزيائي للمزيد من المعلومات.

وعموماً يحتاج المرضى غير الناضجين جسدياً الذين لديهم انحناءات متوسطة (بين 25 و40 درجة) إلى العلاج بالأحزمة التقويمية. تعتبر الفتيات غير ناضجاتٍ جسدياً إذا لم يبلغن سن البلوغ (أي لم يحدث لهن الطمث الأول بعد). أما الفتيان فعادة ما يتلقون هذا العلاج في سن أكبر قليلاً من الفتيات، لأن العمود الفقري لديهم يستمر في النمو إلى سن أكبر مما لدى الفتيات. والهدف الوحيد للعلاج بأحزمة التقويم هو بدء العلاج قبل اكتمال نمو العمود الفقري. وهناك أنواع مختلفة من هذه الأحزمة ، ويمكنكم العثور على المزيد من المعلومات في قسمنا لأحزمة تقويم الجنف.

عند الالتزام بالجدول الزمني للعلاج بالأحزمة التقويمية، سينجح العلاج بها بشكل كبير. ولكن في بعض المرضى يصعب تجنب ازدياد الانحناء سوءاً، مما يجعل الجراحة خياراً لا مفر منه للعلاج.

وفي حالات محددة للغاية، يعتبر تثبيت (تدبيس) الفقرات خياراً علاجياً للمرضى. وهو تدخل جراحي يهدف إلى محاولة تجنب الدمج الكامل للعمود الفقري واستخدام الأدوات. اقرأ تثبيت الفقرات للمزيد من المعلومات.

ويعتبر المرضى غير الناضجين جسدياً الذين لديهم انحناءات شديدة (أكثر من 40 درجة) في خطر كبير من تزايد التفاقم في الانحناء، ولذلك يحتاجون عادةً إلى العلاج الجراحي إذا وصل الانحناء إلى 50 درجة. ويزداد التنبؤ بتفاقم الانحناء صعوبةً عند المرضى الناضجين جسدياً، ولكن إذا كان فاقت درجته 50 درجة، فينصح بالجراحة لهؤلاء المرضى أيضاً. وتشمل جراحة الجنف عند المراهقين/ البالغين دمج العمود الفقري، حيث تدمج الفقرات مع بعضها باستخدام طعوم عظمية ووسائل لتثبيتها. وتتكون هذه الوسائل من قضبان معدنية تثبت على العمود الفقري للمحافظة على تصحيح الانحناء. وتجرى معظم عمليات دمج العمود الفقري بالأسلوب الخلفي، حيث تنفذ العملية عبر شق جراحي في الظهر. والبديل هو الأسلوب الأمامي الذي يتم في حالات معينة. والذي يتطلب فتح في جدار الصدر للوصول إلى الجزء الأمامي من العمود الفقري. وقد تغيرت العمليات الجراحية التي تستخدم الأسلوب الأمامي في العقد الماضي أو نحو ذلك مع ظهور جراحة العمود الفقري التنظيرية باستخدام منظار الصدر الجراحي، والتي تجرى فيها شقوق أصغر باستخدام كاميرات خاصة لرؤية العمود الفقري. مما يخفف من الندبات، ويختصر زمن الإنعاش. ونظراً لاستقرار الأجهزة المستخدمة في عمليات العمود الفقري هذه وفعاليتها في يومنا هذا، يتمكن المرضى عادةً من المشي في اليوم التالي للعملية الجراحية، و تبلغ الإقامة في المستشفى عموما حوالي 3-5 أيام. ويتمكن غالبية المراهقين من العودة إلى مدارسهم في غضون 4 أسابيع، وغالبا ما يعودون إلى النشاط الرياضي الكامل في غضون 6 أشهر. اقرأ عن دمج العمود الفقري ووسائله للميد من المعلومات.

المصادر

عودة إلى الحالات التي جرت معالجتها